شرح حديث أفلح إن صدق

شرح حديث أفلح إن صدق

الحمد للّٰه رب العالمين والصلاة والسلام على عبد اللّٰه ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد..

فيقول الإمام الزبيدي -رحمه اللّٰه- في كتابه التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الإمام البخاري بابٌ (الزكاة من الإسلام).

عن طلحة بن عبيد الله -رضي اللّٰه عنه- قال: ” جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولَا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتَّى دَنَا، فَإِذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وصِيَامُ رَمَضَانَ. قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: وذَكَرَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الزَّكَاةَ، قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: فأدْبَرَ الرَّجُلُ وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا ولَا أنْقُصُ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفْلَحَ إنْ صَدَقَ”.

 

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلّى اللّٰه وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد..

هذه الترجمة باب ( الزكاة من الإسلام )

عقدها الإمام البخاري -رحمه اللّٰه- في كتابه الصحيح لبيان مكانة الزكاة من الإسلام وأنها شُعبة من شُعب الإيمان العظيمة وهي طاعة ذات نفع متعدٍ، وهي على اسمها زكاة لصاحبها، وزكاة لماله، وزكاة للمجتمع الذي تُؤدَّى فيه هذه الزكاة، حيث يحصل بأدائها تكافل عظيم ونفع عميم وآثار مباركة تعود على الأغنياء وكذلك تعود على الفقراء، وهي قدر يسير جدًا من شيء كبير أعطاه الله -سبحانه وتعالى- الأغنياء ومنّ عليهم به، تُؤخذ من الأغنياء وترد إلى الفقراء، وهي قرينة الصلاة في كتاب اللّٰه -عزّ وجلّ- فقلّ أن تُذكر في القرآن إلا ويُقرن بها الزكاة.

حديث من تعار من الليل

 

شرح حديث أفلح إن صدق

والزكاة أحد مباني الإسلام الخمسة، وقد مر معنا حديث ابْنِ عُمَرَ -رضي اللّٰه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

والإمام البخاري -رحمه اللّٰه تعالىٰ- أورد تحت هذه الترجمة حديث طلحة بن عبيد الله -رضي اللّٰه عنه- قال: ” جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولَا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتَّى دَنَا، فَإِذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وصِيَامُ رَمَضَانَ. قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: وذَكَرَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الزَّكَاةَ، قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: فأدْبَرَ الرَّجُلُ وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا ولَا أنْقُصُ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفْلَحَ إنْ صَدَقَ”.

” ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولَا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتَّى دَنَا”

ثائر الرأس: أي شعر رأسه ليس مُرتبًا بل هو ثائر -أي متفرّق- وهذا إشارة إلى بُعدِه عن الترفُّه وأيضًا فيه أنه وصل إلى المدينة من جهة نجد ومن حين وصوله كان على هذه الهيئة.

ومن يصل إلى المدينة وهو حديث عهد بالسفر يظهر عليه ذلك، بخلاف زمننا هذا الذي قد يأتي فيه الشخص من أقصى الدنيا وتراه ولا تشعر أنه جاء من سفر، بينما في ذلك الوقت المسافر يُعرف بآثار السفر عليه.

 

 

ولهذا الصحابة تعجَّبوا من الحديث المشهور عن عُمَر -رضي اللّٰه عنه- أنه قال: “بينما نحن عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ذاتَ يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ شديدُ سوادِ الشعرِ ، لا نرَى عليه أثرَ السفرِ ولا نعرفُه ، حتَّى جلس إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فأسند ركبتَه إلى ركبتِه ووضع كفَّيهِ على فخذِه ثمَّ قال : يا محمدُ أخبرْني عن الإسلامِ ، ما الإسلامُ ؟ قال : أنْ تشهدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهَ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وتقيمَ الصلاةِ وتؤتيَ الزكاةَ وتصومَ رمضانَ وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلًا . قال : صدقتَ : قال عمرُ : فعجِبنا له يسألهُ ويصدقُه . فقال : يا محمدُ أخبرني عن الإيمانِ ما الإيمانُ ؟ قال : الإيمانُ أنْ تؤمنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ والقدرِ كلِّه خيرِه وشرِّه . قال : صدقتَ . قال : فأخبرني عن الإحسانِ ما الإحسانُ ؟ قال : أنْ تعبدَ اللهَ كأنك تراهُ فإن لم تكنْ تراهُ فإنه يراكَ . فقال : أخبرني عن الساعةِ متى الساعةُ ؟ قال : ما المسئولُ عنها بأعلمَ من السائلِ . فقال : أخبرني عن أماراتِها . قال : أنْ تلدَ الأمةُ ربَّتها وأنْ ترَى الحفاةَ العراةَ العالةَ رعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البناءِ ، قال : ثمَّ انطلقَ الرجلُ ، قال عمرُ : فلبثتُ ثلاثًا ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم : يا عمرُ أتدري من السائلُ ؟ قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : فإنه جبريلُ عليه السلامُ أتاكم يعلِّمَكم دينَكم”.

كان أمرًا في غاية الغرابة، كَوْن هذا الرجل ثائر الرأس هذا دليل على حداثة مجيئه.

“يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ” أي كان عندما أقبل على الصحابة وعلى المجلس كان من بعيد يتكلم بصوت عالي يُسمع ارتفاع الصوت لكن لا يُفقه ما يقول، مثل لو يتكلم شخص بصوت عالي ويواصل الكلام من بعد تجد أن الصوت يصل ولكن الكلام لا يُفهم حتى يقترب منك فحيئذٍ تُحْسِن أن تفهم ما يقول.

“حتَّى دَنَا “ أي اقترب من المكان، بعدما قرب من المكان أصبح الكلام مفهمومًا.

” فَإِذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ “ أي ما هو الإسلام وما هي شرائع الإسلام، وكأن الرجل -والله تعالى أعلم- قد عَلِم الشهادتين وقيام الدين عليهما شهادة أن لا إله إلا اللّٰه وأن محمدًا رسول اللّٰه، وكان كثير من الأعراب في النواحي بعيدًا عن المدينة تَبلُغُهم الدعوة وتَبلُغُهم الرسالة، وأنه بُعث النبي -ﷺ‏- فمنهم من يؤمن ومنهم من يأتي يتأكد وبعد ذلك يسأل عن الأعمال المطلوبة، مثلما جاء في حديث أنس بن مالك -رضي اللّٰه عنه- قال :” نُهِينا أنْ نَسْأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن شيءٍ، فَكانَ يُعْجِبُنا أنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِن أهْلِ البادِيَةِ العاقِلُ، فَيَسْأَلَهُ، ونَحْنُ نَسْمَعُ، فَجاءَ رَجُلٌ مِن أهْلِ البادِيَةِ، فقالَ: يا مُحَمَّدُ، أتانا رَسولُكَ فَزَعَمَ لنا أنَّكَ تَزْعُمُ أنَّ اللَّهَ أرْسَلَكَ، قالَ: صَدَقَ، قالَ: فمَن خَلَقَ السَّماءَ؟ قالَ: اللَّهُ، قالَ: فمَن خَلَقَ الأرْضَ؟ قالَ: اللَّهُ، قالَ: فمَن نَصَبَ هذِه الجِبالَ، وجَعَلَ فيها ما جَعَلَ؟ قالَ: اللَّهُ، قالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّماءَ، وخَلَقَ الأرْضَ، ونَصَبَ هذِه الجِبالَ، آللَّهُ أرْسَلَكَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: وزَعَمَ رَسولُكَ أنَّ عليْنا خَمْسَ صَلَواتٍ في يَومِنا، ولَيْلَتِنا، قالَ: صَدَقَ، قالَ: فَبِالَّذِي أرْسَلَكَ، آللَّهُ أمَرَكَ بهذا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: وزَعَمَ رَسولُكَ أنَّ عليْنا زَكاةً في أمْوالِنا، قالَ: صَدَقَ، قالَ: فَبِالَّذِي أرْسَلَكَ، آللَّهُ أمَرَكَ بهذا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: وزَعَمَ رَسولُكَ أنَّ عليْنا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضانَ في سَنَتِنا، قالَ: صَدَقَ، قالَ: فَبِالَّذِي أرْسَلَكَ، آللَّهُ أمَرَكَ بهذا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: وزَعَمَ رَسولُكَ أنَّ عليْنا حَجَّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا، قالَ: صَدَقَ، قالَ: ثُمَّ ولَّى، قالَ: والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ، لا أزِيدُ عليهنَّ، ولا أنْقُصُ منهنَّ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ”.

فاقتنع، لا يتصور أن شخص يُذَّكر بخلق الله السموات والأرض والجبال ثم يُحلَّف بمن خلق هذه المخلوقات أنه يكذب على الله، ويقول أنه نبي وليس نبي فاكتَفَى بهذا.

ثم بدأ يسأله عن الشرائع، فهذا السائل هنا في هذا السؤال جاء يسأل عن الشرائع، وأجابه النبي -ﷺ‏- بالصلوات و لم تذكر هنا الشهادتين مما يدل على أن النبي -ﷺ‏- عَلِم من حاله أنه عرف الشهادتين ومكانتهم ومكانة الدين، فكان يبحث عن شوائب الإسلام والأعمال المطلوبة من المسلم.

 

شرح حديث أفلح إن صدق

قبل أن نستمر أشير إلى ملاحظة مناسب الإشارة إليها، هذا الرجل جاء مناسب للصفة التي سمعتها (  ثائر الرأس – لا يُفقه ما يقول- جاء من مسافة بعيدة يتكلم )

ومن حين جاء النبي وسأل أجابه النبي -ﷺ‏- ولم يقل ما هذه الفوضى أجابه دون أن يلتفت أبدًا لذلك، وهذا جانب مهم جدًا في باب الدعوة إلى الله؛ لأن الناس طبائع ومعادن ويتفاوتون وبعضًا نشأ لا يَعِي كثيرًا من المبادئ والتعاملات، فإذا كان الداعي إلى اللّٰه -عزّ وجلّ- لا يَحْتمل ما قد يكون في بعض المدعيين من تصرفات أو أساليب أو غير ذلك أن يحسن أن يدعوه فمثل هذا كثيرٌ في هَدْيه، رِفْقَه فيمن قد يقدم عليه، رِفْقَه بالناس على اختلاف أخلاقهم ومعاملتهم.

قال فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال -ﷺ‏- : “خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ” أي الإسلام من حيث هذه الصلاة المطلوبة من المسلم أن يؤديها هي خمس صلوات- فقال: “هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ” أي تُؤدِّيَ شيئًا على سبيل النافلة.

وهذا فيه أن بقية الصلوات ليست بالفرض، أي ما زاد عن الصلوات الخمس تطوع، مَن فَعَلَهُ أُثيب ومن تركه لم يُعاقب.

قال -ﷺ‏- : “وصِيَامُ رَمَضَانَ” أي صيام شهر رمضان بالإمساك عن الطعام والشراب من طلوع الشمس حتى غروبها ذلك فرضه اللّٰه -سبحانه وتعالىٰ- على عباده.

“هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟” -أي في الصيام- قالَ -ﷺ‏-: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ، أي إلا أن تصوم صيامه على وجه التطوُّع وليس واجبًا، فالله لم يفرض إلا صيام شهر رمضان.

“وذَكَرَ له رَسولُ اللَّهِ -ﷺ‏- الزَّكَاةَ” وهذا موضع الشاهد من سياق الحديث الترجمة، واقتصر في الترجمة على الزكاة مع أنه ذكر في الحديث من شُعَب الإسلام الصلاة والصيام،

ولكن اقتصر على الزكاة؛ لأن الشُعَب الأُخْرى تقدمت في أبواب مستقلة.

“قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ”

ولم يذكر الحج ولعلّ الحج وقته لم يُفرض، والحج كما هو معلوم تأخر فرضيته إلى السنة التاسعة.

‘فأدْبَرَ الرَّجُلُ” أي ذهب.

“وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا ولَا أنْقُصُ” أي أن هذه الأعمال التي فرضها اللّٰه -عزّ وجلّ- عليّ سأمسك فيها ولا أُفرِّط فيها، ولم يكن أنه عزم على النوافل والاستكثار من النوافل.

 “قالَ رَسولُ اللَّهِ -ﷺ‏-: أفْلَحَ إنْ صَدَقَ”. وجاء في بعض الأحاديث دخل الجنة إن صدق

 

أفلح إن صدق

وهذا يُستفاد منه أن مَن يحافظ على الفرائض ويتجنب ما حرّم الله عليه، فإنه يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب لأنه أدّى الفرض، و ما سِوى ذلك نوافل ورغائب وليست فرائض ولا واجبات وهذا يبين لنا يسر الدين.

الصلوات التي فرضها اللّٰه -عزّ وجلّ- خمس صلوات في اليوم، الصيام الذي فرضه اللّٰه -عزّ وجلّ- علينا هو شهر واحد في السنة، الزكاة فرضها الله على قليل جدًا من الناس تؤخذ من الأغنياء وترد علي الفقير، الحج فرضه اللّٰه -عزّ وجلّ- في العمر كله مرة واحده وليس على كل أحد بل على المستطيع، فقد قال اللّٰه -عزّ وجلّ- {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}.

من لم يزد على ذلك وواظب على هذه الفرائض دخل الجنة وأفلح كما قال -ﷺ‏-

هذا فقه مهم جدًا وهذا الفقه العظيم ينبغي أن يُوعَّى به الناس.

الذي يأتي بالتوحيد، ويصلي الصلوات الخمس، ويزكي إن كان ممّن يملك النِصاب، ويصوم رمضان، ويحج مرة واحدة -إن كان مستطيعًا- ويبتعد عن الحرام، يدخل الجنة دون حساب يوم القيامة، ما زاد عن ذلك كله نوافل إن فعلها أُثيب وإن لم يفعلها لم يُعاقب.

قال معاذ -رضي اللّٰه عنه- :”يا رسول اللّه دلّني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، فذكر له هذه الخمس التي بُني عليها الإسلام.”

جاء في بعض روايات الحديث أفلح وأبيه إن صدق وأقوال أهل العلم في تخريج هذه الرواية [وأبيه] كثيره لكن الصحيح في ذلك أنها رواية شاذة لم تثبت عن النبي -ﷺ‏-

[ مستفاد من كلام الشيخ عبد الرزاق البدر مع تصرف ]

وننصحك أيضا أن تقرأ:

شرح حديث يخرج من النار من قال لا إله إلا الله

شرح حديث ان الله لا يمل حتى تملوا

شرح حديث لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

Scroll to Top