قال رحمه الله تعالى باب إطعام الطعام من الإسلام.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : ان رجلا سأل النبي -ﷺ- أي الإسلام خير قال: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ
ثم عقد -رحمه الله- هذه الترجمة باب إطعام الطعام من الإسلام أي تقديمه للفقير والمحتاج والعمل على سد حاجة الجوعى والمحتاجين. وبالمناسبة، اليوم كتب لي أحد الأفاضل رسالة في الجوال كتب هذا الحديث أو حديث آخر فيه إطعام الطعام وقال إن في المدينة من يبيت جائعًا…
أورد -رحمه الله- تعالى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رجل سأل النبي أي الإسلام خير، فقال النبي -ﷺ- تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت أو لم تعرف
وقول هذا السائل “أي الإسلام خير” أي أفضل وخير تأتي للتفضيل ومنه “الصلاة خير من النوم” ، فخير فعل تفضيل جاء على غير بابه.
أراد فيه السائل أن يعلم بكثرة خصال الإسلام فيسأل عن خيرها وأفضلها وأعظمها، وأيضًا القول في هذا كالقول في الحديث الذي قبله حيث أن النبي -ﷺ- لما سأله هذا الرجل أي الإسلام أفضل لم يقل شهادة أن لا إله إلا الله مثلا هذا خير الإسلام وفضله ، لم يقل ذلك للعلم به عند السائل فأراد أن ينبه بالشُعَب الأخرى التي تحتاج إلى تنبيه وقد يكون أيضًا في كل مقام يخاطب السائل بما يكون محتاج إليه، يأتيه رجل فيقول أوصني فيقول -ﷺ- قل آمنت بالله.
يأتيه رجل آخر فيقول أوصني ف يقول -ﷺ-لا تغضب.
شرح حديث تطعم الطعام وتقرأ السلام
تطعم الطعام أي: تقدم الطعام للمحتاج إليه من الفقراء والمساكين وإطعام الطعام أفضل من إعطاء النقود، قال -ﷺ- “اتقوا النار ولو بشق تمرة.”
وكان السلف قديمًا يتفقدون البيوت المحتاجة ويوصلون لهم حاجتهم من الطعام ليلًا بحيث المحتاج نفسه لا يدري من وضع الطعام.
تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف، تقرأ السلام أي تسلم ولا يكون سلامك مخصوصًا به المعرفة أي من أعرافه من الأشخاص بل السُّنة أن تقرأ السلام على من عرفت من أشخاص أو لم تعرف.
الفرق ما بين هذا الباب الذي فيه “أي الإسلام خير” والباب الذي قبله “أي الإسلام أفضل” أن ما ذكر في الباب الأول واجب وما ذكر في الباب الثاني مستحب، الأول يكمل به كمال الإيمان الواجب والثاني يكمل به كمال الإيمان المستحب.
ننصحك أيضا بقراءة:
شرح حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
شرح حديث أول ما بدئ به
شرح حديث إذا مات الإنسان انقطع عمله
شرح آخر تطعم الطعام وتقرأ السلام
مُلقي الحديث : عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – « أنَّ رجلًا سأل رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الإسلامِ خيرٌ ؟ قال : تطعم الطعامَ، وتقرأ السلامَ، على من عرفتَ ومن لم تعرف».
الشارح : أيضًا عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – يروي لنا أن رجلًا مُبهم غير معروف قيل أنهُ أبو ذر – رضي الله عنه – لكن لم يصح هذا الرجل جهالته لا تضر، لأنه صحابي والراوي عنه صحابي أو يذكره صحابي فهذا الرجل – رضي الله عنه – سأل رسول الله (ﷺ) أي الإسلام خير؟ أي خصال الإسلام خيرٌ من غيرها من الخصال قال (ﷺ) « تطعم الطعامَ، وتقرأ السلامَ، على من عرفتَ ومن لم تعرف ».
أيضًا هذا الحديث من جوامع كلمهِ (ﷺ) قال تطعم الطعامَ، تطعم الخلق الطعام سواء كان إنسان أو حيوان تطعم الطعام أي تطعم الخلق والتقدير هنا إطعام الطعام ولم يقل تؤكل الطعام ما قال في الحديث تؤكل الطعام لا قال تطعم الطعام، لأن الإطعام يشمل الأكل والشرب والذواق والضيافة والإعطاء وغير ذلك
فقال كلمة تطعم من جوامع الكلم لأنها تتضمن معاني كثيرة تطعم الطعام فتتضمن معنى الأكل ومعنى الشرب ومعنى الذوق أيضًا ذوق الطعام ومعنى أيضًا الضيافة ومعنى إعطاء الطعام كلها تدخل في هذه اللفظه تُطعم الطعام
«وتقرأ السلامَ » كذلك أيضًا على من عرفته ومن لم تعرف، طبعًا المقصود هنا من المسلمين المقصود، لأن هذا الحديث عام خصصته أحاديث أخرى دلت على عدم جواز بدء السلام لغير المسلم فتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف، هنا أيضًا على من عرفت ومن لم تعرف فلا تخص أحدًا بالسلام تكبرًا أو تجبرًا بل عُمَّ كل أحد بسلامك، لأن المؤمنين كلهم أخوة والتقدير هنا على من عرفته ومن لم تعرفه ولم يقل وتسلم حتى يتناول سلام الباعث بالكتاب ولم يقل تسلم قال «وتقرأ السلام» كلمة تقرأ أيضًا أعم من تسلم أيضًا من جوامع كلمهِ (ﷺ)
وتقرأ السلام يدخل فيها السلام باللسان ويدخل فيها أيضًا في الكتابة، إذا بعثت كتاب إلى أحد الناس أيضًا يتضمن السلام وهكذا فتُقرأ السلام، والسلام حث عليه الشارع وبين لنا أنه من أسباب المحبة بين المسلمين قال (ﷺ) « أَفشوا السلامَ بينَكم » السلام من أسماء الله – عز وجل – الحسنى فيفشى بين الناس السلام على من عرفت ومن لم تعرفه والسلام ثوابه عند الله – عز وجل – أيضًا عظيم وهو من أسهل العبادات ما غرك إذا مررت بمسلم قلت السلام، السلام عليكم.
« جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال السَّلامُ عليكم فردَّ عليه ثمَّ جلس فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عشرٌ ثمَّ جاء آخرُ فقال السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ فردَّ فجلس فقال عشرون ثمَّ جاء آخرُ فقال السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه فردَّ فجلس فقال ثلاثون »، ثلاثون حسنة فأفشوا السلام بينكم إذا قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثلاثون حسنة فإذا كان في اليوم مائة مرة تسلم ثلاثة آلاف حسنة وهكذا، طيب حديث اللي بعده.
نصيحة عامة لطلبة العلم حول الكتب المختصرة
أؤكد ما ذكرته سابقًا وهو ما أشار إليه الحافظ بن رجب الحنبلي -رحمه الله- أن شُعب الإيمان بضع وسبعون شُعبة أو في رواية أخرى بضع وستون شُعبة.
أي هذا العدد الذي يزيد عن سبعين ضمَّنه الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه.
وأؤكد على ما أشرت عليه سابقًا أن يجتهد طالب العلم أن يجمع لنفسه من كتاب الإيمان شُعبًا من خلال الآيات والأحاديث والآثار التي ساقها الإمام البخاري بالرجوع إلى الأصل ولا يكفي هذا العمل المختصر الذي بين أيدينا، وأنبه أن هذا المختصر لا يغني عن الأصل لكن أهل العلم اعتنوا بمثل هذه المختصرات تقريبًا للفائدة حتى يكون قراءة المختصر سلمًا يرتقي إليه للوصول إلى الأصول.
لأن لو بدأ بالأصول ربما يعقده طولها مع ضعف همته على إتمامه، لكن المختصرات يمكن إتمامه في فترة زمنية قصيرة
(مستفاد من شرح الشيخ عبد الرزاق البدر بتصرف وشرح الشيخ إبراهيم المزروعي )