سيأتي على الناس سنوات خداعات

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ” رواه ابن ماجه (4036) وأحمد (7912). من رحمة الله بعباده، وإقامةً للحجة عليهم؛ أن بعث فيهم رُسلاً، وأبقى الحجة قائمة بعد وفاتهم، ونصب أدلةً باقيةً على صدق نبوّتهم واستمرار رسالتهم، وأعطاهم معجزات خالدة تهدي من يأتي بعدهم. ومن ذلك الأخبارُ المستقبليةُ وأشراط الساعة التي يُخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم من الغيب، ويُطلعنا على بعض الفتن التي تكون بعده مخافة أن تُدركنا وتُهلكنا؛ فيرى المسلمون ما أخبر به نبيّهم قبل قرون واقعاً كأنّه فلق الصبح، فيَثبتُ إيمانهم، وتطمئنّ قلوبهم، ويزداد يقينهم، ويقولون كما قال الأوّلون: (هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا). ثم –بعد ذلك- يأخذون حذرهم وأُهبتهم، ويُسارعون إلى التزام توجيهات نبيهم، ويستعدون للقاء ربهم يوم القيامة. والخطاب في هذا الحديث موجه أصالةً للمسلمين لإنذارهم، فيكون قوله “سيأتي على الناس” من باب العام الذي أُريد به الخصوص، لكن هذا لا يمنع احتمال أن يكون اللفظ عاما، فتشمل هذه الفتن حتى غير المسلمين. بل إذا كان هذا حالَ المسلم المستضيء بنور الوحي، فكيف سيكون حال الكافر الذي يعيش في عماية؟

 

الفتنة الأولى سيأتي على الناس سنوات خداعات

فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من الفتن التي تعمّ الناس “السنوات الخداعات”: والسنة هي العام، وكثُر استعمال إطلاق السنة على الجدب والقحط، ومنه الحديث: “اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف”. وجاء لفظ الخداع بصيغة المبالغة الدّال على كثرته، وفُسّر على معانٍ: فقيل هو الحيلة والمكر، وقيل: معناه الفساد، فالخادع من الطعام هو الفاسد، وتوصف السوق بالخادعة، إذا كانت فاسدة، لفُحش غلائها. واستدلّوا عليه بقول سويد بن أبي كاهل اليشكرى، يصف ثغر امرأة: أبْيَضُ اللَّوْنِ لَذِيذٌ طَعْمُهُ … طَيِّبُ الرِّيقِ إذا الرِّيقُ خَدَعْ أي أن ريقها يبقى طيّبًا إذا الريق فسد وهناك من استظهر معنى ثالثا اعتمدوا فيه على هذا البيت أيضا، وهو الجفاف والقلّة، وقالوا: خدع الريقُ إذا جفّ. * ووصف السنوات بالخداع، واختلفت الأنظار في نوعه ومعناه: – فقيل المعنى “أهل السنوات خداعون”، وهذا شبيه بقوله تعالى: (واسأل القرية) أي أهلها. ويؤيّد هذا التوجيه تتمة الحديث التي تُبيّن مظهر خداعهم. وكذلك ما بُني على المعنى الثالث، يكون المعنى: “خدعت أمطار السنوات” أي جفّت. – وقيل هو شبيه بقول الله تعالى: (جدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ)، فنسب إلى الجدار إرادة، ونسب في هذا الحديث الخداع إلى السنين وهي من صفات الأحياء. وعليه يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم: “سنوات خداعات”، دائرا بين هذه المعاني: * إما المقصود أن السنوات فاسدة، وإما المقصود فساد أهلها. * وإما المقصود كثرة الأمطار مع قلة نبات الأرض، فسبب الإنبات موجود لكن النتيجة المرجوة غير موجودة، فكأنّ السَّنوات تخادعهم، فتعِدُهم الخصب والنتاج الوفير لِما يرونه من كثرة الأمطار، فيطمعون، ثم تخلف وعدها بقلة الإنبات. وهذا المعنى الخاصّ استنبطوه من لفظة “السنوات” التي أكثر ما تُطلق على الجدب والقحط، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليسَتِ السَّنَةُ بأَنْ لا تُمْطَرُوا، ولَكِنِ السَّنَةُ أنْ تُمْطَرُوا وتُمْطَرُوا، ولا تُنْبِتُ الأرْضُ شيئًا”. وهذا قد يكون عقابا مترتبا على المعنى الأول؛ ففساد الناس سبب لعقابهم بعدم إنبات الأرض. * وإما المقصود أن السنوات قليلة المطر. هذه خلاصة ما ذكره الشراح. والذي يرجح لنا المعنى المقصود هو النظر في لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، وفي سياق الحديث، فبعد إنعام النظر نستنبط أمرين: – الأول: أنّ سياق الحديث في بيان اختلال الموازين، وانقلاب المقاييس قبل قيام الساعة، فيكون معنى المكر والحيلة أنسب لهذا، حتى يظهر الشيءُ على غير حقيقته، ويصير المعروف منكرا والمنكر معروفا، ويصير الحق باطلا والباطل حقا، والأعلى سافلا والسافل عالياً، فيظهر الاختلال على الناس وعلى الكون وعلى القِيم وعلى كل شيء. – الثاني: عموم لفظ “خداع السنوات”، فمن انطلق من المعنى الخاصّ للسنة وهو الجدب والقحط فسّره بعدم نفع الأمطار. والصواب أن هذا أحد مظاهر اختلال الموازين، وليس محصورا فيه؛ فلفظ السنة يُقصد به العام بل هو الأصل. وإنما أُضيف الخداع إلى السنوات للتنبيه أن كلّ ما يقع فيها فيه خداع، فيشمل خداع أهل السنوات وأحوال السنوات وطبيعة السنوات وأخلاق السنوات. ومن مظاهره أيضا ما ذُكر في تتمة الحديث، فيؤتمن الخائن ويخون الأمين، وينطق الرويبضة، فكل هذا وغيره هو من خداع السنوات، التي تُظهر الشيء على غير حقيقته، لانقلاب موازينها، واضطراب أحوالها، وانتكاس فِطر أهلها، فاللهم سلّم.

اقرأ أيضا: 

بايعوني على ان لا تشركوا

صحة حديث من تعار من الليل

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

الحياء شعبة من شعب الإيمان

شرح حديث ما نقص مال من صدقة

سيأتي على الناس سنوات خداعات

وقد وردت رواية عند أحمد لهذا الحديث عن أنس بن مالك قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنِينَ خَدَّاعَةً، يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَتَكَلَّمُ فِيهَا ‌الرُّوَيْبِضَةُ”. قِيلَ: وَمَا ‌الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: “الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ”. فهذه الرواية تُحدّد وقت ظهور هذه السنوات الخداعة، وهذا لا يمنع أن تكون بعض هذه المظاهر في غير هذا الزمن، لكن أشد ما تظهر ظهورا مطابقا هي قبيل خروج الدجال. ومناسبة ذلك أنها تحضير وتهيئة لخروجه؛ فيأتي الدجال فيجد الوضع ممهدا لنشر دعواه، فالسنوات خداعات تمطر ولا تُنبت والدجال ينبت لهم الزرع ويُدرّ لهم الضرع، وتنتكس الفطر حتى يظنون الخائن أمينا فيسهل عليهم تصديق الدجال، ويتكلم الرويبضة في أمر العامة، وهل أذل وأخس وأحقر من الدجال. فمع أنّ أمره ظاهر لمن هداه الله، ولكن الناس تتبعه لأن الوضع في ذلك الزمن منقلب، ولهذا أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يتذكروا –إن خفيت عليهم كل ضلالاته- أنه أعور وأن ربهم ليس بأعور.

الفتنة الثانية اختلال الحكم على الأشخاص

ومن خداع تلك السنوات؛ أن يُصدّق الكاذب ويكذّب الصادق، ويؤتمن الخائن ويخوّن الأمين، وهذا ما يمكننا أن نعبر عنه باختلال الحُكم على الأشخاص، فتوضع الثقة في غير موضعها، وتُكال التُّهم للأبرياء دون جريرة. وقد يقع هذا من أهل ذلك الزمان بقصد أو بغير قصد: * فقد يكون فعلُهم هذا متعمّدا، والدافع لهم إلى ذلك كله هو الدنيا، فيصدقون الكاذب ويأتمنون الخائن لأنه غنيّ أو صاحب جاه ومكانة، ويكذبون الصادق ويخوّنون الأمين لكونه من فقراء المسلمين وضعفائهم. ويشهد لهذا حديث سهل بن سعد قال: “مَرَّ رَجُلٌ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ما تَقُولونَ في هذا؟ قالوا: حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أنْ يُنْكَحَ، وإنْ شَفَعَ أنْ يُشَفَّعَ، وإنْ قالَ أنْ يُسْتَمَعَ، قالَ: ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِن فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، فَقالَ: ما تَقُولونَ في هذا؟ قالوا: حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أنْ لا يُنْكَحَ، وإنْ شَفَعَ أنْ لا يُشَفَّعَ، وإنْ قالَ أنْ لا يُسْتَمَعَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا خَيْرٌ مِن مِلْءِ الأرْضِ مِثْلَ هذا”. *والاحتمال الثاني أنهم وقعوا في هذا دون قصد منهم وتعمّد، بل لشدة فساد الزمان تختلط عليهم الأمور، وتختلّ عندهم الموازين حتى يظنّون الصادق كاذبا والكاذب صادقا، والأمين خائنا والخائن أمينا. وقد لا يكون لأهل ذلك الزمان يدٌ في هذا التزييف، بل يكون نتيجة تغوّل الباطل وأهله، وضعف الحق وأهله. وهاتان الخصلتان الذميمتان هما من أخصّ صفات أهل النفاق، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمن خان”. فيُفهم من هذا أن الناس تضع ثقتها في المنافقين، وتتّهم المؤمنين الصالحين، وهذا من أخطر ما يكون، فبه ضياع الدنيا والآخرة؛ كيف وهم يُسلِمونَ أسماعهم وعقولهم لمن يزيّف لهم الواقع، ويقلب لهم الحقائق، ويختلق لهم الأخبار، ولا يؤدّي لهم أمانة، ولا يرعى لهم ذمة، ولا يحفظ لهم مالا ولا عرضا ولا نفسا ولا ولدًا ولا دينا، وأيّ شيء يبقى إذا ضاعت الأمانة، التي تشمل كلّ ما يحمل الإنسان من أمور الدين والدنيا؟ وإذا عرفنا هذا، واستصحبنا أن أكثر ما تظهر هذه الفتن في السنوات التي قُبيل ظهور الدجال؛ لعلنا نفهم حديثا آخر أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتن التي تكون قبل الدجال، ومنها فتنة الدهيماء بمعنى الفتنة العظيمة السوداء المظلمة، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم فيها: “ثمَّ فتنةُ الدهيماءِ لا تدعُ أحدًا مِنْ هذهِ الأمةِ إلا لطمتْهُ لطمةً ، فإذا قيلَ: انقضَتْ تمادَتْ، يصبحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، حتى يصيرَ الناسُ إلى فسطاطينِ، فسطاطِ إيمانٍ لا نفاقَ فيهِ، وفسطاطِ نفاقٍ لا إيمانَ فيهِ، فإذا كان ذاكُمْ فانتظروا الدجالَ مِنْ يومِهِ أوْ مِنْ غدِهِ”.

الفتنة الثالثة ينطق فيها الرويبضة

وسمّاه النبي صلى الله عليه وسلم بالرويبضة؛ وهو تصغير رابض، أي عاجز، والتاء للمبالغة. وخلاصة معناه من مجموع روايات الحديث ومن اللغة أنه: السفيه، الفاسق، التافه، الوضيع، الحقير، الخسيس، الخامل من الناس، القليل الفقه والعلم، الذي يشتغل بسفاسف الأمور، والذي عجزت نفسه عن بلوغ المعالي. وانظر كيف قال عنه: “ينطق الرويبضة”، ولم يقل يتكلّم؛ لأن الكلام هو ما أفاد، أما هذا فهو يُركب حروفا وكلمات بلا معنى ولا مغزى. أو أنّه عبّر بهذا إشارة إلى أنّ مثل هذا حقّه الخرَس، لكنه في هذا الزمان ينطق، فاعجب لأخرس ينطق. وأشدّ العجب أن يكون خوضه في الأمور التي تهمّ عامة الناس، يخوض في مسائل يتهيّبها من هو أكثر منه علما وأوسع تجربة وأعظم خبرة وأكبر سنا، ولكنها السنوات الخدّاعات التي منحت لهذا التافه منصبًا، حتى صار رأسًا يقول فيُسمعُ قوله ويُصدّق هذا ما ورد من أمارات الساعة في حديث جبريل من رواية أبي هريرة: “أن ترى الحفاة العراة العالة رؤوس الناس”، وهذا كلّه من اختلال الموازين المُؤْذن بقرب قيام الساعة، ولهذا قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة»، قال أبو هريرة: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ «قال: إذا أُسنِد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة»، ومن ذلك تنصيب الجهال رؤوساً تُستفتى عند موت العلماء.     وقد شهد كثير من العلماء منذ عصور أن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قد ظهر أكثره، فماذا لو رأوا عصرنا هذا؟ كيف لو رأوا الكذب الصراح عبر القنوات ووكالات الأنباء والمواقع ووسائل التواصل الذي تسوّقه أرمادة من المتخصصين في الإقناع والتمويه والتزييف والفبركة، فصاروا هم المصدَّقين. كيف لو رأوا مؤسسات الخداع والمكر والمخاتلة والخيانة التي ترعاها دول الهيمنة، فتتحايل على الناس لاستلاب أموالهم واستغلال أرضهم، وانتهاك أعراضهم، واختطاف أولادهم، وانتشالهم من دينهم، ومع ذلك هم -عند الناس- المؤتمنون الموثّقون. كيف لو رأوا عصر التفاهة هذا، الذي صار فيه السفهاء “مؤثرون”، وتكلّم في القضايا المصيرية السافلون، وصار قدوة كثير من الناس الأراذل وسقط الناس. وبالمقابل غُيّب أهل الصدق والأمانة، ومن يستحق الرفعة والمكانة. فما أصدق قول الخطيب البغدادي رحمه الله: مَتَى تَصِلُ العِطَاشُ إِلى ارْتِوَاءٍ *** إِذَا اسْتَقَتِ البِحَارُ مِن الرَّكَايَا وَمَنْ يُثْنِي الأَصَاغِرَ عَنْ مُرَادٍ *** وَقَدْ جَلَسَ الأَكَابِرُ فِي الزَّوَايَا وإِنَّ تَرَفُّعَ الوُضُعَاءِ يَوْمًا *** عَلَى الرُّفَعَاءِ مِنْ إِحْدَى البَلَايَا إِذَا اسْتَوَتْ الأَسَافِلُ والأَعَالِي *** فَقَدْ طَابَتْ مُنَادَمَةُ المَنَايَا

سيأتي على الناس سنوات خداعات

ولا بد في الأخير أن ننبه إلى أمر مهم؛ وهو أنه من الخطأ الذي يقع فيه الناس أن يجعلوا مثل هذه النصوص ذريعة للتواكل، وسببًا لترك العمل، والاستسلام والرضا بالواقع، فترى منهم مثلا تحسّرا على إضاعة الأمانة، وتذمّرا من نطق الرويبضة، ثم يكون ردّ فعلهم هو تذكير أنفسهم أنها السنوات الخداعات، وآخر الزمان، واقتراب قيام الساعة، ولا يتحرّكون لتغيير هذا الواقع، وهذا خلل في التعامل مع هذه النصوص، وخلط بين الأحكام القدرية والأحكام الشرعية. وذلك أن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حق وصدق، وواقع بلا شك، وهو من الأحكام القدرية والغيوب المستقبلية، وواجبنا تجاهه التصديق به قبل وقوعه، والتزام الإرشادات النبوية بعد وقوعه. وأما الأحكام الشرعيةُ والتكاليف فلا يُسقطها شيء. فحين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام سيعود غريبا فواجبنا رفع هذه الغربة الثانية كما رفع النبي صلى الله عليه وسلم الغربة الأولى، فكذلك بالنسبة لهذا الحديث؛ نحن مطالبون بمقاومة الفساد، والسعي للتمييز بين الصادق والكاذب، والأمين والخائن، ومأمورون بالتثبت في الأخبار والتعامل مع أهل الأمانة، ويجب علينا إسكات الرويبضة، وإعلاء العلماء العقلاء، ومن الأقوال الجميلة التي تبيّن العلاقة بين الأحكام القدرية والأحكام الشرعية ما نُسِبَ إلى جعفر الصادق رحمه الله: “إن الله أراد بنا أشياء، وأراد منا أشياء، فما أراده بنا أخفاه عنا، وما أراده منا بيّنه لنا، فما بالنا ننشغل بما أراده بنا عما أراده منا؟!”. وقانا الله من شر الفتن، ما ظهر منها وبطن. ننصحك بقراءة التالي لتشغل وقتك في قراءة الأحاديث:

شرح حديث لله أشد فرحا بتوبة عبده

شرح حديث بني الاسلام على خمس

قصة هرقل مع أبي سفيان

شرح حديث سبعة يظلهم الله في ظله

شرح حديث أتدرون ما الغيبة

المراجع في شرح حديث سيأتي على الناس سنوات خداعات

  • إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة للتويجري.
  • الإشاعة لأشراط الساعة للبرزنجي.
  • إنجاح الحاجة شرح سنن ابن ماجه لمحمد عبد الغني المجددي.
  • تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي.
  • التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي.
  • التفسير البسيط للواحدي.
  • التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن.
  • شرح صحيح البخاري لابن بطال.
  • الصحاح للجوهري.
  • القناعة في ما يحسن الإحاطة به من أشراط الساعة لشمس الدين السخاوي.
  • القيامة الصغرى لعمر سليمان الأشقر.
  • شرح سنن ابن ماجه (مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه) لمحمد الأمين الأثيوبي الهرري.
  • مصباح الزجاجة شرح سنن ابن ماجه للسيوطي.
  • النهاية في غريب الحديث لابن الأثير.
Scroll to Top