قال -رحمه الله تعالى- تحت ترجمة الإمام البخاري بابٌ “زيادة الإيمان ونقصانه”
عن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي -ﷺ-يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ شَعِيرَةٍ مِن خَيْرٍ، ويَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ بُرَّةٍ مِن خَيْرٍ، ويَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ.
هذه الترجمة باب “زيادة الإيمان ونقصانه” عقدها الإمام البخاري -رحمه الله- في كتابه الصحيح وأتْبعها ببعض الآيات من القرآن ثم بعض الأحاديث، أراد أن يبين من خلالها أن الإيمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف بحسب حظ الإنسان من أعمال الإيمان، فكلما ازداد من أعمال الإيمان زاد إيمانه وكلما نقص منها أيضًا نقص إيمانه.
أيضًا بُعْد الإنسان عن المعاصي طاعةً لله هذا أيضا باب زيادة الإيمان فكما أن الإيمان يزيد بفعل الطاعة أيضًا الإيمان يزيد بترك المعصية طاعةً لله فترك المعصية خوفًا من الله وطلبًا لثوابه، هذا طاعة من الطاعات التي يزداد بها إيمان المرء كما أن الإيمان ينقص بترك الطاعات وينقص كذلك بفعل المعاصي.
وقد جاء عن عمير بن حبيب الخطمي أنه قال: “الإيمان يزيد وينقص، فقيل وما زيادته ونقصانه قال: إذا ذكرنا الله وسبحناه وحمدناه زاد، وإذا غفلنا نقص”
فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
نقل شيخ الإسلام في كتابه الإيمان عن هيثم بن عبد الرحمن أنه قال: الإيمان يُسْمن في الخصب ويهزل في الجدب، قال فخصبه العمل الصالح وجدبه الذنوب والمعاصي.
فالإيمان يهزل ويسمن يعني يكون قويًا أو ضعيفًا، كما في الحديث: “المؤمن القوي خير خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”
معنى يسمن أي يكون قويًا متينًا ومعنى يهزل أي يكون هزيلًا ضعيفًا.
فالإيمان يقوى ويضعف ويزيد وينقص، ولزيادته أسباب ونقصانه أسباب والإمام البخاري -رحمه الله- عقد هذه الترجمة لبيان ذلك
شرح حديث يخرج من النار من قال لا إله إلا الله
أورد تحت الترجمة حديث أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي -ﷺ-يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ شَعِيرَةٍ مِن خَيْرٍ، ويَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ بُرَّةٍ مِن خَيْرٍ، ويَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وفي قَلْبِهِ وزْنُ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ.
انظر إلى هذه الأوزان الثلاثة ( شَعِيرَةٍ – بُرَّةٍ – ذَرَّةٍ )
هل هذه الأوزان، هل هي وزن واحد أم متفاوتة!؟
متفاوتة بالطبع…
فإذن الإيمان يتفاوت حتى الذي في القلب،
الإيمان الذي في القلب قد يكون وزنه شَعِيرَة أو بُرَّة أو ذَرَّة
وقد يكون القلب ممتلئ إيمانًا، قال الإمام أحمد -رحمه الله- “الإيمان يزيد حتى يكون أمثال الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء.”
فإذا الإيمان يزيد وينقص.
والحديث سبق أن مرَّ معنا نظيرٌ له من حديث أبي سعيد في باب تفاوت أهل الإيمان في الأعمال، قال: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ يَعْنِي مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ .
[ مستفاد من كلام الشيخ عبد الرزاق البدر بتصرف ]
شرح حديث يخرج من النار من قال لا إله إلا الله
كما ننصحك بقراءة التالي:
شرح حديث ان الله لا يمل حتى تملوا