كم من جار متعلق بجاره

عن ابن عمر قال : لقد أتى علينا زمان – أو قال : حين- وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم، ثم الآن الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة، يقول، يا رب! هذا أغلق بابه دوني، فمنع معروفه!”.

حسن لغيره ، الأدب المفرد للإمام البخاري رحمه الله برقم: 81

شرح حديث كم من جار متعلق بجاره

الجار على الحقيقة من كان قريبا منك، أو من يجمعك معه مجلس أو مسجد، أو تناوله ويناولك مثل نار أو ملح وغير ذلك.

وأيضا من حقوقه عليك أن توقظه من الغفلات، وترشده إلى الطاعات، وتأمره بإقامة الصلوات، وهذا من حقوق الجوار كما أنه من حق المسلم على أخيه المسلم

وفي الحديث المذكور فيه تأكيد عظيم لرعاية حق الجار والحث على مواساته

اطلع على:

من تعار من الليل

أعوذ بوجه الله الكريم

رديه فيه ثم اعجنيه

ترفع للميت بعد موته درجته

قال صلى الله عليه وسلم: (متعلق بجاره يوم القيامة)

تعلق الغريم بغريمه والخصم بخصمه (يقول) شاكياً عند ربه (يا رب هذا أغلق بابه دوني) أي لكي لا يصل ولا أنال منه خيراً.

(فمنع معروفه) أي وأنصفه الله منه إذ هو محل الترهيب وحذف للعلم به, فيه تأكيد عظيم لرعاية حق الجار والحث على مواساته

وتغليق الباب كناية عن عدم خروج خير منه إليه.

ومن فوائد هذا الحديث أن من خصال الإيمان أن يكون أخوك المسلم أحق بدينارك ودرهمك وانظر كيف تعجب ابن عمر رضي الله عنهما من حال الناس في زمانه كيف قدموا حب المال على حب إخوة الإيمان

فماذا يقول لو رأى زماننا والله المستعان

ومن الفوائد أيضا أن يوم القيامة يتخاصم الجار مع جاره لكي يأخذ حقه وتأمل بارك الله فيك هذا يخاصم جاره بأنه منعه المعروف فكيف بالذي يؤذي جاره بالقول أو الفعل

وأيضا نستفيد منه بيان عظيم شأن هذا الدين -دين الإسلام- فمن محاسنه أنه رغب في الإحسان إلى الجار وعدم التعدي عليه بالقول أو الفعل كما من محاسنه أنه قوى رابطة الأخوة الإيمانية بين المسلمين

فبذلك يحصل التآلف وتجتمع كلمتهم وتتقوى شوكتهم ولكن قد ترك كثير من المسلمين ذلك حتى وقعوا في الذل والهوان والله المستعان

Scroll to Top