موقع شرح حديث

من باب التعاون على البر والتقوى نحث الجميع بنشر رابط الشرح على مواقع التواصل مثل تويتر وفيس بوك الخ..

من تعار من الليل

من تعار من الليل

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم ذكر الله في جميع أحواله، لهذا نجد أنه كان له أذكار وأدعية معينة يرددها في أوقات ومناسبات محددة.

ولكل ذكر أو دعاء في ذلك الوقت أو تلك المناسبة له أثر وفائدة معينة قد تكون جلية أو خفية علينا، لكننا بكل تأكيد عن قولنا إياها وحرصنا عليها نكن قد أتينا الخير منها وتجنبنا به الشر، وفي كل الأحوال نكن قد فزنا بأجر إتباع النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها حديثنا اليوم وهو دعاءنا عند الاستيقاظ من الليل. لذلك نسرد لكم شرح وفوائد حديث حديث من تعار من الليل .

 

متن حديث من تعار من الليل

عن عُبَادَة بْن الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ).

 

صحة حديث من تعار من الليل

نستعرض سوياً صحة حديث من تعار من الليل، وتوضيح خلاصة حكم المحدث. وهي على النحو التالي:

  • راوي الحديث: عبادة بن الصامت (رضي الله عنه).
  • المحدث: البخاري (رحمه الله).
  • مصدر الحديث: صحيح البخاري.
  • صفحة الحديث ورقمه: 1152.
  • خلاصة حكم المحدث: الحديث صحيح.

 

شرح حديث من تعار من الليل

  • (من تَعَارَّ): ” قال الخليل: تعار الرجل يتعار، إذا استيقظ من نومه ” انتهى من”مقاييس اللغة” (4/36).

أي استيقظ من الليل على غير موعده بشكل مفاجئ، فأصابه قلق وتوتر لذلك يجد صعوبة في العودة مرة أخرى لنومه.  

والاستيقاظ هنا يشمل الاستيقاظ من تلقاء نفسه أو من مؤثرات وأصوات أخرى بجانبه، مثل الساعة المنبهة أو صوت ضوضاء.

  • والاستيقاظ يعمّ من انتبه من تلقاء نفسه، ومن أيقظه المنبه أو نحوه من الأصوات المحيطة به.
  • (فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، …): وهنا يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم أننا في لذلك الوقت نتوجه ونتقرب إلى الله عز وجل بعدة أمور، أولها الذكر حيث نذكر أنفسنا بكلمة توحيد الألوهية والعبودية  لله عز وجل. 

وأن ننفي الشريك عنه سبحانه وتعالى سواء كان شرك ظاهر أو باطن وسواء كنا نعلم أو لا نعلم به. 

ثم بعد ذلك نثبت الملك المطلق لله عز وجل في الخلق والملك كله، ونفرده بالقدرة التامة له سبحانه وتعالى.  

يلي ذلك أن نحمده ونثني عليه ونشكره عز وجل على كل نعمة الظاهرة والباطنة، المستحقة للشكر والمحبة والامتنان لله عز وجل.

أما التسبيح بقوله (سبحان الله) فمعناه أننا ننزه الله عز وجل من العيوب و تنزه سبحانه وتعالى عن النقص في الأفعال أو الأسماء أو الصفات.

بعد ذلك يقول (الله أكبر) وفيها تقر بالعظمة لله عز وجل، وأنه لا يوجد شيء أكثر عظمة منه سبحانه وتعالى وأكبر منه.

وأما قوله (لاحول ولا قوة إلا بالله)، فيه كامل استسلامك لله عز وجل  تفويض أمرك كله له. ويقينك أن أمورك كلها حلها بيد الله سبحانه. وانك بكل قوتك وقدرتك لن تتمكن فعل شيء إلا بمشيئته وقدرته عز وجل.

اقرأ أيضا:
ما رأيت منك خيرا قط 

خيركم من تعلم القرآن وعلمه

إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها

إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه

شرح حديث السلام عليكم دار قوم مؤمنين

  • ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ: وهذا معناه أنه بعد ذكرك لله عز وجل أقبلت عليه سبحانه بالاستغفار من الذنب والتوسل إليه. 

فبدأت بالدعاء والرجاء فلن يردك الله خائباً. فسيجيب دعائك ويسدد عنك حاجتك.

  • (…فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ): 

والصلاة هنا المقصود بها صلاة ركعتين التهجد في جوف الليل، لتكن بذلك أتممت خشوعك وتقربك لله سبحانه وتعالى. 

قال الإمام ابن باز رحمه الله في شرحه لحديث من تعار من الليل، أن هذا

هذا من أسباب الإجابة، إذا أتى بهذا الذكر ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، اللهم أصلحني، اللهم يسّر لي زوجة صالحة، اللهم ارزقني ذرية طيبة، إلى غير هذا، هذا من أسباب الإجابة، فإذا قام مع هذا توضأ وصلى قُبلت صلاته، هذا في الصحيحين من حديث عبادة، حديث عظيم صحيح.

س: الدعاء قبل الصلاة وإلا بعد؟

الشيخ: قبل الصلاة وبعد الصلاة وفي الصلاة، كلها.

وهنا يبشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث من تعار من الليل أنه من قال حينما يستيقظ من الليل، أن يطلب من الله عز وجل أن يغفر له ويدعوه بقضاء حاجته، فإن الله عز وجل سيجيب له الدعاء. 

وأنه إذا توضأ وصلى فصلاته مقبولة وهذا لأننا لا نعلم أي من صلاتنا تقبل وأيهما لا تقبل.

لكن تلك الصلاة وعدنا الله بقبولها في الدنيا والآخرة.

 

فوائد حديث من تعار من الليل

هناك العديد من الفوائد العظيمة والجليلة في حديث من تعار من الليل، ولعل أهمها ما يلي:

  • استشعار رحمة الله في حديث من تعار من الليل، فمن عظيم رحمة الله عز وجل بعباده أنه يعلم أن العبد أفاق من الليل بسبب شيء يؤرقه ويقلق نومه، لذلك جعل لنا بعض العبادات التي من شأنها أن تهون علينا من خلالها.
  • قال ابن حجر في شرحه في بيان معنى التعار: تعار بمهملة وراء مشددة قال في المحكم: تعار الظليم معارة صاح، والتعار أيضا السهر والتمطي والتقلب على الفراش ليلا مع كلام، وقال ثعلب: اختلف في تعار فقيل انتبه، وقيل تكلم، وقيل علم، وقيل تمطى..

وهذا يفيد أن الاستيقاظ في الليل المقصود في حديث من تعار من الليل أن يكون المسلم نائم ليستجاب الله دعائه، بل الأمر أكثر سعة فقد تكون من شدة التوتر والقلق والأفكار المتلاحقة ما يؤرق نومك ويقلقك. 

لهذا جعل الله تلك العبادة من ذكر واستغفار ودعاء ثم صلاة حيث أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد، فما بالك بسجودك في جوف الليل.

  •  من فضل حديث من تعار من الليل أن الذكر والحديث والدعاء والصلاة المذكورة بها من السنن المؤكدة لكل من هو مستيقظ في جوف الليل.
  • المستيقظ في جوف الليل نوعان:

الأول: من هو مستيقظ ولا يرغب في النوم مرة أخرى، فهذا يقم يذكر الله ويستغفر ثم يدعي ويصلي لله عز وجل

أما النوع الثاني:  فهو الراغب في العودة للنوم مرة أخرى ويغلبه النعاس. فيكفيه أن يذكر الله عز وجل حتى يخلد في النوم مرة أخرى.

 

من أهم شروط الدعاء في حديث من تعار من الليل هي أن تكن نائم من البداية على طهارة، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد بات على طهور،  ثم تعار من الليل، فسأل الله شيئا من أمر الدنيا، أو من أمر الآخرة إلا أعطاه.

  • ينبغي لك عند الاستيقاظ من الليل أن لا تتكلم إلا بالذكر والدعاء والاستغفار وتنهي كل ذلك بالصلاة.

وفي ختام مقالنا اليوم عن دراسة حديث من تعار من الليل، أجل ما نكون قد استفدنا به أن الله سبحانه وتعالى لم يترك لنا حال أو شعور من قلق أو خوف إلا وترك لنا في كتابه الكريم أو من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يعيننا به ونستشعر معه بمعية الله معنا ورحمته بنا في كل لحظة.

تصفح أيضا

إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه

 شرح حديث حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام

ما رأيت منك خيرا قط