شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم

شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، يبين لنا معنى الحب والتواد بين المسلمين وبين بعضهم البعض، فالمؤمن الحقيقي هو الذي يخاف على أخيه المؤمن ويكن له سندا في الفرح والشدائد، ولأن المؤمنين في الحقيقة هم كالجسد الواحد، إذا تألم منهم أحد تألم الآخر، وذلك من شدة المحبة الصادقة بين المسلمين وبعضهم البعض، أكد صلوات ربي وسلامه عليه تلك المعاني العظيمة في هذا الحديث الشريف حتى يترسخ معناها في نفس المؤمن.

وهذا المثل الرائع يجسد الروح الحقيقية للأخوة في الإسلام، حيث يتحد المؤمنون كأعضاء في جسد واحد، يتأثرون ببعضهم البعض ويتعاونون في السراء والضراء.

كما يشير الحديث إلى أهمية الرعاية والتعاطف بين أفراد المجتمع الإسلامي، حيث يستجيب الجميع بالتضامن والمساعدة عندما يعاني أحدهم.

 

شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم

في الحديث الشريف يرشد فيه النبي صلى الله عليه وسلم جميع المؤمنين على أن يكونوا كالجسد الواحد فيما بينهم، فهنا قال صلوات ربي وسلامه عليه أن المؤمنين في توادهم أي في محبتهم لبعضهم البعض، وتراحمهم أي الرحمة فيما بينهم بالمعاملات، وتعاطفهم اي طريقة عطفهم على بعض تشبه الجسد الواحد، الذي إن تألم فيه عضو تألم باقي الجسد، وعندما قال صلى الله عليه وسلم : تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” ، يعني أنه يبادر ليساعده حتى يخرج من هذا الألم على خير، فهو تعبير بليغ جداً لمعنى التواد والتراحم فيما بينهم.

 

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى }.

نستخرج من الحديث الشريف المعاني الآتية :

مثل المؤمنين: أي إن المؤمنين في الحياة الدنيا، هنا إظهار لما هم عليه من حالهم في الحياة الدنيا، ولذلك بدأ الحديث بكلمة مثل المؤمنين، ليستكمل التشبيه عقبها بكل فعل في حياتهم والذي كانت بدايته من التوادد فيما بينهم.

في توادهم: هنا استكمال لتشبيه المؤمنين، بتشديد حرف الدال، لأن اصلها الود والتوادد من أصل المودة، ومن المعروف أن الود مفهومه في الحياة الدنيا يعني التقرب من شخص إلى آخر، فكان ذلك من باب الود والتوادد، ليصبح المؤمنين في توادهم وأيضا في تراحمهم ” الرحمة بينهم في التعاملات”،  وفي تعاطفهم اي اللين في المعاملة والطيبة، مثلهم مثل الجسد الواحد.

● كمثل الجسد الواحد: هنا تشبيه بليغ  فإذا حدث وأن أصاب أحدهم مكروه أو أصابه ألم، نتج عن ذلك ألم في كامل الجسم.

● تداعى له سائر الجسد: أي دعا باقي الأعضاء من أجل المشاركة في تلك الألم، فالأمر لم يقتصر على المكان الواحد الذي كان يتألم.

● السهر والحمى: إن السهر المقصود به هنا قلة النوم،بينما الحمى هو درجة الحرارة المرتفعة جداً بالجسم، فالمؤمنين كالجسد الواحد إذا تألم فيهم فرد، فإنه يكون بمثابة العضو في الجسم، إذا اشتكى صاحبه من الألم، جائت باقي الاعضاء لتشاركه هذا الألم بقلة النوم وارتفاع درجة حرارة، وهذا هو شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، فقد شبه النبي الإيمان بالجسد وأهله بالأعضاء.

اشغل وقتك بقراءة الأحاديث اضغط على العناوين التالية:

شرح حديث ان فى الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها

شرح ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا فليتقنه

شرح حديث والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه

من لا يشكر الناس

 

التراحم مطلوب بين الناس

إن التراحم الذي تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وتم ايضاحه في شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم،  عندما شبه النبي المؤمنين بالجسد الواحد وقال :  {مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى}، مهم وجوده بين الجميع، وذلك لأنه يساعد على ان تكون الحياة بسيطة، لا متاعب مبالغ فيها، لأن من يقف بجانبك دائماً يجعلك لا تشعر بالخيبة ولا تيأس، على أن يكون المؤمنين كالتشبيه الذي قاله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأيضا يظهر أهمية التراحم بين الناس في قوله تعالى: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ))، والذين معه المقصود بهم في الآية الكريمة هم المؤمنين، فهم رحماء فيما بينهم، أي مع المؤمنين فينبغي عليك أيها المؤمن المسلم أن تقف مع أخيك في الضراء قبل السراء، فاليوم أنا أحتاج المساعدة وغدا أنت قد تحتاج لتلك المساعدة، حيث أن الحياة هكذا، كلنا فيها لبعضنا البعض، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حول الرحمة بين المؤمنين :  { الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء }، رواه الترمذي وصححه الألباني.

حق الأخ على أخيه المؤمن

هناك حقوق للمسلم على أخيه المسلم، أو من المؤمن على أخيه المؤمن،  هذه الحقوق يجب أن يحرص كل فرد على أن يقدمها للآخر وهي كالاتي :

● تشميت العاطس: فإذا عطس الرجل وحمد الله عز وجل  وجب عليك أن تشمته أي تقول له يرحمك الله، ليرد عليك يهديكم الله ويصلح بالكم

أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك من الخير، وتكره له ما تكرهه لنفسك من الشر: والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }، فهو حديث مهم يدل على ضرورة حب الخير لغيرك وكره كل شيء له أيضا، وذلك يكون في مشهده ومغيبه، وأيضا سواء كان بينكم محبة أو عداوة، فهكذا هو المؤمن الحق.

● المودة والرحمة: يجب أن يكون هناك مودة ورحمة في التعامل بين المؤمنين والمودة تكون بالسؤال عن اخيك المؤمن والشعور به ومشاركته في جميع أحواله من فرح أو وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم { المؤمن مرآة أخيه المؤمن }، وهذا المعنى قوي يبين مدى المودة المطلوبة فيما بين المؤمنين.

● تطهير قلبك نحو أخيك:  فلا تكره ولا تبغض، وإذا كرهت لسبب معين، فعليك أن تعامله بكل رحمة وكل احترام وتقدير، هكذا يكون التعامل لوجه الله عز وجل.

● إظهار المحبة: يعد من الأمور التي ينبغي على المؤمن إظهارها لأخيه المؤمن، فقد قال صلى الله عليه وسلم : { والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم.} .

وممكن قراءة هذا الحديث المهم مع شرحه: شرح حديث تطعم الطعام وتقرأ السلام

● وقد قال الله تعالى : (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )).

 

حديث صحيح في تشبيه المسلمين ببعضهم البعض

هناك أحاديث وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، يشبه فيها الخلائق بلفظ المسلمين بجانب المؤمنين، ومنها ما قاله : { المسلمون كرجل واحد، إن اشتكى عينُه اشتكى كلُّه، وإن اشتكى رأسُه اشتكى كلُّه }، لنرى أنه صلى الله عليه وسلم ذكر لفظ المؤمنين مرة وفي هذا الحديث ذكر التشبيه بلفظ المسلمين، فالحديث يبين أن حال المسلمين الذي ينبغي ان يكونوا عليه، هو السؤال عن بعضهم البعض، وعيادة المريض منهم، فهذا هو المسلم الحقيقي، الذي لا يترك المسلم في شدته، لذا جاء التشبيه بلفظ الرجل لأنه رمز القوة، وشبهه بالعين والرأي لأنهم أعضاء مهمة تكمل معنى القوة الظاهر من كلمة رجل.

ما معنى الحديث النبوي الشريف مثل المؤمنين في توادهم

سبق معنى بيان ما معنى هذا الحديث وأنه يدل على تراحم وتلاحم أهل الإيمان وأهل الخير وما للمسلم من حق على أخيه المسلم وكيف ينبغي أن يكون المسلم مع إخوانه ومجتمعه.

ما صحة حديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم

حديث مثل المؤمنين هو حديث صحيح ثابت نسبته إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه كما أخرجه غيره بأسانيد صحيحة جيدة.

ما القيمة الإسلامية التي ذكرت في الحديث مثل المؤمنين في توادهم

باختصار، القيمة الإسلامية التي ذكرت في هذا الحديث هي قيمة التواد والتآلف بين المؤمنين، والحب والعناية بالآخرين كما نحب أنفسنا.

Scroll to Top